ولايتنا

الموقع الاستراتيجي لسيدي بلعباس، مناخها و تضاريسها و منابع المياه الموجودة فيها جعلت منها أرضا للغزوات الأجنبية وهجرة الكثير من الناس اليها، و أول القبائل الذين عاشوا فيها يتألفون من البربر والمعروفين باسم المدمنين على البستنة وزراعة الحبوب، وما يؤكد تواجدهم هي آثار قنوات السقي القديمة لتعزيز فكرة أنهم يتم تنظيم الري، وقد وصل المستعمرون الرومانيون في حروبهم إلى جبال تسالة، بعد عبورهم المدمر اتخذوا المنطقة ملجأ عسكري وما تزال معالم هدا الاحتلال موجودة في عين زرطيطة وعين بنت السلطان وغيرها، وقد عانى السكان الأصليين في أواخر القرن الخامس من الهيمنة البيزنطية التي قوبلت بالتمرد المستمر و السخط والثورات الدامية ميزا هذه الفترة حتى ظهور الفتوحات الإسلامية في أواخر القرن السابع ورحبت بها القبائل البربرية، التي اجتذبتها رسالة المساواة في الإسلام، وقد عرفت المنطقة بعد ذلك وفي القرن الحادي عشر، تحركات سكانية كبيرة، مع تنامي نفوذ قبيلة بني هلال، ومن ثم ظهور سلالة المرابطين التي أطلقت حركة كبيرة لتوحيد المغرب العربي. ثم أطيحت بهده السلالة من قبل الموحدين في القرن الثاني عشر و في القرن الثالث عشر قسمت بلاد المغرب إلى ثلاث ممالك، كل واحد يعتمد على أسرة حاكمة، وعليه أصبحت منطقة سيدي بلعباس تحت حكم الزيانيين، في عهد مؤسسها يغمراسن بن زيان الذي استطاع توحيد القبائل الهلالية الكبرى، ومثل أغلبية مناطق الوطن، خضعت سيدي بلعباس للحكم العثماني الذي كان يمارس سلطته عن طريق البايات، الدين استقروا أولا في مازونة ثم معسكر وأخيرا في وهران مند 1792.